تقترن بعض القمصان بأسماء لاعبين بعينهم، لاسيما إذا كان أداء هؤلاء خارقا للعادة. وينطبق هذا الأمر على نادي سانتوس، حيث ارتبط القميص رقم 10 لدى عشاقه والمشرفين عليه باسم الداهية بيليه، وحاول الكثير من اللاعبين اللاحقين بلوغ مستواه دون جدوى. بيد أن هناك من التجارب من كتب لها النجاح رغم الصعوبات والعراقيل.
وقد تكرر هذا الأمر مع النجم روبينيو، إذ اكتسب القميص رقم 7، الذي اعتاد اللاعب حمله خلال بداياته الناجحة برفقة سانتوس، دلالة رمزية خاصة لدى أنصار هذا النادي العريق ومشجعيه. وعندما عاد هذا المهاجم أخيرا إلى فريقه الأصلي، خصته الجماهير باستقبال حار وسلمه الداهية بيليه نفسه قميصه القديم الجديد.
وقبل عودة روبينيو، اعتاد المهاجم الشاب نيمار حمل هذا القميص خلال مباريات مسابقة دوري ولاية ساو باولو التمهيدي. ورغم أداء نيمار المميز رفقة النادي وبروز نجمه خلال المرحلة الأولى من الدوري البرازيلي، لم يمتعض هذا النجم الصاعد من أمر التنازل عن القميص لروبينيو حيث قال في هذا الصدد: "سأسلمه له، فهو قميصه دائما وأبدا".
وصار القميص رقم 10 اليوم، الذي اعتاد اللاعب اليافع باولو إنريكي جانسو حمله في المباريات الأخيرة، محط منافسة أيضا مع الداهية المخضرم جيوفاني، الذي حط الرحال أخيرا بملعب فيلا بيلمرو الشهير.
لقد حلت سنة 2010 إذن بمتغيرات كثيرة على نادي سانتوس، إذ يضم اليوم بين صفوفه ثلاثة أجيال من اللاعبين المتمرسين، وأصبح الصراع على أشده حول الأحقية بالرسمية داخل التشكيلة الأساسية.
وقد علق مدرب الفريق دوريفال جونيور، الحائز سنة 2009 على لقب الدرجة الثانية مع نادي فاسكو، على هذا الأمر بالقول: "أعتقد أن انصهار هذه العناصر واندماجها أمر مهم، لأنهم جميعا لاعبون كبار ذوي صيت عالمي ومازالت دروب النجاح مفتوحة أمامهم".
جيل التسعينات
أصبح على مدافعي خصوم سانتوس التحلي بالحيطة أكثر من أي وقت مضى أمام هذا الكم الهائل من النجوم، لاسيما وأن اجتماع هذه الأسماء زاد من حماس الجمهور وحنينه للألقاب ولماضي النادي العريق.
ويذكر جيوفاني أنصار سانتوس بحقبة التسعينات الذهبية، التي عجلت بعودة هذا النادي لدائرة الأضواء بعد أفول نجمه منذ اعتزال بيليه وفريقه الخرافي الذي أرهب الخصوم سنوات الستينات.
وسبق لجيوفاني، الذي يناهز عمره اليوم 37 عاما، أن لعب مباراة نهائي الدوري البرازيلي سنة 1995 بقميص سانتوس، لكنه خسرها أمام بوتافوجو. ورغم ذلك أبهر هذا اللاعب الجمهور بسحر أدائه حينذاك، لاسيما في مباراة المربع الذهبي ضد فلومنينسي، إذ استطاع نادي سانتوس قلب هزيمته في مباراة الذهاب بملعب ماراكانا 4-1 إلى انتصار عريض في موقعة الإياب 5-2، وكان لجيوفاني فضل تسجيل هدف الخلاص في ذلك النزال. يُذكر أن لاعبي سانتوس رفضوا التوجه إلى مستودع الملابس بين الشوطين خلال مباراة الإياب، وفضلوا الاستمرار فوق أرضية الملعب رغم تفوقهم 2-0، مما ألهب حماس الجماهير وزاد في شغفها. وقد التحق جيوفاني بعد ذلك، وبالضبط سنة 1996، إلى نادي برشلونة الإسباني.
جيل 2000
خلدت ذاكرة جماهير سانتوس هذا الجيل واحتفت بإنجازاته طوال سبع سنوات، حتى تمكنت تشكيلة 2002 من قلب الموازين والاستحواذ على لقب الدوري البرازيلي. إذ تأهل الفريق بصعوبة إلى مرحلة خروج المغلوب، ولم يحجز تذكرته إلا في آخر الدورات. ثم استجمع لاعبوه العزم واسترجعوا الثقة في النفس، وحصدوا الأخضر واليابس قبل الفوز بكأس كانت تبدو بعيدة المنال. وقد لمع آنذاك نجم لاعبين من طينة دييجو، صانع ألعاب يوفنتوس حاليا، وروبينيو الذي سحرت مراوغاته البديعة جماهير الفريق، لتنطلق الاحتفالات في جنبات ملعب "مينينوس دا فيلا".
ونال النادي بعد هذا الموسم لقب الدوري البرازيلي سنة 2004، بفضل روبينيو مرة أخرى، وحاز لقب دوري ولاية ساو باولو سنتي 2006 و2007. ومازال جمهور الفريق الذي اعتاد على الأداء الممتع والألقاب يمني النفس بالمزيد بالانتصارات والكؤوس.
جيل 2010
أما خلال الموسم المنصرم، فقد سطع نجم لاعبين جديدين أعطيا نفسا خاصا للنادي. ويتعلق الأمر بالمهاجم نيمار، الذي رشحه البعض لخلافة روبينيو منذ أن كان عمره لا يتجاوز 13 ربيعا، ولاعب الوسط باولو إنريكي الذي تعاقد مع النادي بناء على نصيحة المخضرم جيوفاني نفسه. ورغم أن أداء هاذين النجمين الواعدين تميز بشيء من المد والجزر، فقد أظهرا علو كعبهما وتمت المناداة عليهما لتعزيز منتخب البرازيل في مسابقتي كأس العالم FIFA لأقل من 17 و20 سنة في كل من نيجيريا ومصر.
وقد زاد التعاقد مع روبينيو من تطلعات الجماهير وانتظاراتها، حيث صرح المهاجم نيمار في هذا الصدد قائلا: "كنت أعتقد أني سألعب معه خارج البرازيل أو بصحبة المنتخب البرازيلي. لذلك فمجاورته داخل نادي سانتوس ليس حلمي أنا وحدي، بل حلم جميع عناصر النادي". أما اللاعب إيمرسون لياو، الذي نال اللقب مع سانتوس سنة 2002، فقد قال في حق نيمار "إنه يشبه كثيرا روبينيو، لكنه نسخة أكثر جودة ودقة".
ويتعين الآن على المدرب دوريفال جونيور حصر تشكيلة الفريق وسط هذه الأسماء كلها. إذ يعتمد سانتوس على خطة 4-4-2، ويضع لاعبين على الأطراف ولاعبين في محور الارتكاز (باولو إنريكي وماركينيوس)، إضافة إلى ثنائي الهجوم المشكل من نيمار وأندري. أما جيوفاني فمازال يحاول الرفع من لياقته البدنية، بينما سيخوض روبينيو أول مبارياته مع الفريق في الأسابيع القليلة القادمة.
صحيح أن المنافسة على مقعد قار داخل التشكيلة الأساية باتت على أشدها، لكن الأمور واضحة في أنظار نجم سانتوس الشاب، حيث قال نيمار في هذا ال
باب: "سيكون الأمر ممتعا، باعتمادنا اليوم على روبينيو وجيوفاني. لذلك أتمنى أن نرهب مدافعي الخصوم".