هذا بعض ما حاك في الصدور

هذا بعض ما حاك في الصدور

منذ رأت عيناي النور ، في عهد جدي الوقور ، كثير من الذكريات عن أخلاق
الناس في ذهني محفور ، أذكر أن الحب و الإيخاء بينهم كان مجمل الشعور ،
والتلاحم بينهم أمر مشهور ، و التمسك بالأصل و الجذور عُرْف سائد في كل
الدور. و رغم أن رغد العيش غير موفور في كثير من الدور ، إذ كان بعض
الأطفال يمسكون بكسرة خبز بحبور ، إلا أن الوجوه قلـّـما تفارقها السعادة
و السرور، و الله في أغلب الأوقات مشكور.
أما الآن فقد تغيرت العديد من الأمور،فرغم أن أناسا يعيشون في قصور،
و الرفاهية تعشعش في كل جنب من جنبات الدور ،إلا أن جحيمها يشبه جحيم
القبور،و الأكثرية متضايقون من كل الأمور، أما العلاقات الإنسانية فقد اعتراها
الفتور ، ففعل التزاور مثلا في المناسبات محصور ،و أغلب المعاني الجميلة
اقتــُلع من الجذور ، و نادرا ما لا تتعرض من الناس للجروح و الكسور، و لا
سبيل لتــتــّقي منهم الشرور، إلا أن تصبر كصبرالإنسان المقهور.
أما البركة في الأرزاق و الوقت فقد أبت إلا النفور ، لأن حق المعدمين مهدور،
و السنون تحولت إلى شهور، و الوقت سريع المرور.أخشى على المدى المنظور
أن يكون يوم النهاية قد أوشك على الظهور، فذكرُ تلك العلامات في السنة مسطور
و حينها لا نستطيع من باب التوبة العبور.
هذا قليل مما حاك في الصدور، و إلا فكل ما يموج فيها و يدور، لن تكفي لترجمته
هذه السطور.
محاور النقاش :
1) تعليق على ما جاء في المقال.
2) لماذا غاب التلاحم بين الناس في العصر الراهن ؟
3 لماذا محقت البركة من الرزق و الوقت ، حتى صرنا لا نستلذ ّ الحياة ؟
4) هل من حل لهذه الحال السيئة التي انحدرنا إليها حيث فقد السعادة و شيوع
ضيق الصدور ؟

شكرا جزيلا